المقاومة تربية وفكر وعقيدة
صفحة 1 من اصل 1
المقاومة تربية وفكر وعقيدة
كثيرا ما نتكلم عن المقاومة ونتكلم عن إنجازاتها العظيمة التي جعلت العدو يئن تحت ضرباتها الموجعة وينسحب من مناطق طالما قال أنه لا يمكن أن يخرج منها ولنا في غزة خير مثال، وفى العراق حيث يتكبد الأمريكان خسائر فادحة في الأرواح والمعدات ما كانوا يتوقعون هم ولا أحد آخر أن تكون بهذا الحد، هذه المقاومة التي أذهلت العالم كله من شرقه لغربه ليست وليدة لحظة وليست نبتا شيطانيا نبت فجأة ولكنها فكر وتربية وعقيدة، المقاومة هي نتاج عمل دؤوب شارك فيه الرجال والنساء الكبار والصغار، نتاج جهود العلماء والمربين والمفكرين والدعاة الذين لا يخشون في الحق لومة لائم ولا يحنون رؤوسهم لغير الله .
هي نتاج جهود أمهات سهرت وربت رجالا لا يركعون إلا لله عز وجل، ونساء صبرت على الأذى والألم وفقد الزوج والأخ والأب، نساء أمثال خنساء فلسطين مريم فرحات، نتاج جهود نساء كالجبال في صلابتهن، ورجال أخذوا بيد أبنائهم إلى بيوت الله عز وجل وعلموهم العزة والإباء وعلموهم أنه لا خير في حق ما لم تحرسه قوة، وعلموهم أن الجباه التي تسجد لله عز وجل لا يمكن ولا يجوز لها أن تركع أو تسجد لغيره كائنا من كان ومهما كانت الظروف والأحوال .
وهى تربية على روح الانتصار مهما كانت الظروف والأحوال ومهما كانت الضغوط فالذي يتربى على روح العزة والإباء من الصعب عليه بل من المستحيل أن يرى أرضه تسلب منه ويبقى ساكتا صامتا لا يحرك ساكنا أو يرى أخته أو جارته تغتصب فلا يفعل شيئاً للدفاع عنها وإنقاذها أما الذين تربوا على روح الانهزامية فيهون عليهم أي شيء ولن يجدوا غضاضة بأن يفرطوا في الأرض والوطن والشرف.
فالمقاومة نتاج تربية على كتاب الله وسنة رسوله، فالذين تربوا في بيوت المولى عز وجل وتربوا على قوله سبحانه وتعالى(ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ) ليسوا كالذين تربوا في بيوت الشيطان، وفي بيوت المغنى والرقص و الكباريهات، والذين تربوا على سماع كلمات القرآن الحكيم ليسوا كالذين تربوا على سماع كلمات الشيطان، والذين تربوا على عدم السكوت عن الحق و لا الرضا بالذل والمهانة ولا النفاق ولا الخيانة ليسوا كالذين تربوا على المهادنة والغدر فالفارق بينهما شاسع جدا وهما كرأسي خط مستقيم لا يمكن أن يلتقيا أو يتقاطعا بل هما في تباعد دائما .
ولنا في التاريخ الكثير من الوقائع التي تؤكد لنا أن المقاومة هي تربية بالأساس فلقد قرأت في أكثر من كتاب من كتب التاريخ أن القائد المسلم العظيم صلاح الدين الأيوبي فاتح بيت المقدس عندما كانت أمه تهدهده وهو طفل صغير كانت تقول له (يافاتح بيت المقدس) حتى أنه عندما أصبح صبيا كان يقول أريد أن أكون قائدا في جيش نور الدين وأفتح بيت المقدس وقد فتح الله على يديه بيت المقدس .
وكذلك أيضا حركة حماس هى خير دليل على أن المقاومة هى نتاج تربية عظيمة فمع أن انطلاقة الحركة التي كانت فى ديسمبر عام 1987 إلا أنها في غضون أشهر تصدرت فصائل المقاومة في فلسطين وصارت ضرباتها قوية جدا وأقوى من سابقاتها و مثيلاتها حتى أوجعت العدو فوجه معظم قوته لمحاربتها عساه يتخلص منها، وذلك لأن قادتها الأفاضل رحمهم الله جميعا ربوا كوادرها خير تربية حتى صاروا رجالا يعتمد عليهم .
والمقاومة كذلك هي فكر وعقيدة يقود من يعتنقها إلى بذل الغالي والنفيس في سبيل الله وسبيلها ونحن في ديننا العظيم لدينا تأصيل شرعي لهذه المقاومة بل إن الجهاد هو ذروة سنام الإسلام كما أخبرنا بذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والجهاد في ديننا هو في الأساس فرض كفاية ولكنه يتحول إلى فرض عين حينما يحدد الحاكم فردا بعينه فيأمره بالخروج للجهاد أو عندما يكون جهاد دفع أي أن هناك قوة معادية جاءت تعتدي علينا ولقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) النساء (95).
وهؤلاء المجاهدون يعلمون أيضا أنَّ الذين يتقاعدون عن نصرة دين الله وتحرير أرض الإسلام وطرد الغزاة والمحتلين سيكون لهم عقابا شديدا من المولى عز وجل تصديقا لقوله سبحانه وتعالى (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ) التوبة (24) تلك العقيدة الثابتة في عقول وقلوب ونفوس المقاومين جعلتهم يقدمون كل ما يملكون فداء لهذه العقيدة الراسخة وللدين والأرض والعرض فيقدم الرجل ماله وولده دون أن تتزعزع ثقته أو يهتز إيمانه بعدالة قضيته ووضوح منهجه ولا تهتز ثقته كذلك في أنه سيصل غايته ويخقق هدفه بإذن الله .
ولنا في خنساء فلسطين خير دليل على أن المقاومة عقيدة راسخة فهذه المرأة العظيمة قدمت ثلاثة من أولادها فداء لدين الله ولم تهتز ولم تتزعزع وصبرت على فقد فلذات الأكباد وذلك لأنها تعلم أنهم انتقلوا إلى جوار الأحبة محمد وصحبه ( نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على خالقهم ) وكذلك أيضا الدكتور محمود الزهار الذي قدم ولديه خالد وحسام شهيدين دفاعا عن فلسطين وعن عقيدته الإسلامية الراسخة فلهم جميعا منا الدعاء بالرحمة والمغفرة .
* كاتب مصري.
* للتواصل مع الكاتب:
Mdaoud_88@hotmail.comهذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته
هي نتاج جهود أمهات سهرت وربت رجالا لا يركعون إلا لله عز وجل، ونساء صبرت على الأذى والألم وفقد الزوج والأخ والأب، نساء أمثال خنساء فلسطين مريم فرحات، نتاج جهود نساء كالجبال في صلابتهن، ورجال أخذوا بيد أبنائهم إلى بيوت الله عز وجل وعلموهم العزة والإباء وعلموهم أنه لا خير في حق ما لم تحرسه قوة، وعلموهم أن الجباه التي تسجد لله عز وجل لا يمكن ولا يجوز لها أن تركع أو تسجد لغيره كائنا من كان ومهما كانت الظروف والأحوال .
وهى تربية على روح الانتصار مهما كانت الظروف والأحوال ومهما كانت الضغوط فالذي يتربى على روح العزة والإباء من الصعب عليه بل من المستحيل أن يرى أرضه تسلب منه ويبقى ساكتا صامتا لا يحرك ساكنا أو يرى أخته أو جارته تغتصب فلا يفعل شيئاً للدفاع عنها وإنقاذها أما الذين تربوا على روح الانهزامية فيهون عليهم أي شيء ولن يجدوا غضاضة بأن يفرطوا في الأرض والوطن والشرف.
فالمقاومة نتاج تربية على كتاب الله وسنة رسوله، فالذين تربوا في بيوت المولى عز وجل وتربوا على قوله سبحانه وتعالى(ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ) ليسوا كالذين تربوا في بيوت الشيطان، وفي بيوت المغنى والرقص و الكباريهات، والذين تربوا على سماع كلمات القرآن الحكيم ليسوا كالذين تربوا على سماع كلمات الشيطان، والذين تربوا على عدم السكوت عن الحق و لا الرضا بالذل والمهانة ولا النفاق ولا الخيانة ليسوا كالذين تربوا على المهادنة والغدر فالفارق بينهما شاسع جدا وهما كرأسي خط مستقيم لا يمكن أن يلتقيا أو يتقاطعا بل هما في تباعد دائما .
ولنا في التاريخ الكثير من الوقائع التي تؤكد لنا أن المقاومة هي تربية بالأساس فلقد قرأت في أكثر من كتاب من كتب التاريخ أن القائد المسلم العظيم صلاح الدين الأيوبي فاتح بيت المقدس عندما كانت أمه تهدهده وهو طفل صغير كانت تقول له (يافاتح بيت المقدس) حتى أنه عندما أصبح صبيا كان يقول أريد أن أكون قائدا في جيش نور الدين وأفتح بيت المقدس وقد فتح الله على يديه بيت المقدس .
وكذلك أيضا حركة حماس هى خير دليل على أن المقاومة هى نتاج تربية عظيمة فمع أن انطلاقة الحركة التي كانت فى ديسمبر عام 1987 إلا أنها في غضون أشهر تصدرت فصائل المقاومة في فلسطين وصارت ضرباتها قوية جدا وأقوى من سابقاتها و مثيلاتها حتى أوجعت العدو فوجه معظم قوته لمحاربتها عساه يتخلص منها، وذلك لأن قادتها الأفاضل رحمهم الله جميعا ربوا كوادرها خير تربية حتى صاروا رجالا يعتمد عليهم .
والمقاومة كذلك هي فكر وعقيدة يقود من يعتنقها إلى بذل الغالي والنفيس في سبيل الله وسبيلها ونحن في ديننا العظيم لدينا تأصيل شرعي لهذه المقاومة بل إن الجهاد هو ذروة سنام الإسلام كما أخبرنا بذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والجهاد في ديننا هو في الأساس فرض كفاية ولكنه يتحول إلى فرض عين حينما يحدد الحاكم فردا بعينه فيأمره بالخروج للجهاد أو عندما يكون جهاد دفع أي أن هناك قوة معادية جاءت تعتدي علينا ولقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) النساء (95).
وهؤلاء المجاهدون يعلمون أيضا أنَّ الذين يتقاعدون عن نصرة دين الله وتحرير أرض الإسلام وطرد الغزاة والمحتلين سيكون لهم عقابا شديدا من المولى عز وجل تصديقا لقوله سبحانه وتعالى (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ) التوبة (24) تلك العقيدة الثابتة في عقول وقلوب ونفوس المقاومين جعلتهم يقدمون كل ما يملكون فداء لهذه العقيدة الراسخة وللدين والأرض والعرض فيقدم الرجل ماله وولده دون أن تتزعزع ثقته أو يهتز إيمانه بعدالة قضيته ووضوح منهجه ولا تهتز ثقته كذلك في أنه سيصل غايته ويخقق هدفه بإذن الله .
ولنا في خنساء فلسطين خير دليل على أن المقاومة عقيدة راسخة فهذه المرأة العظيمة قدمت ثلاثة من أولادها فداء لدين الله ولم تهتز ولم تتزعزع وصبرت على فقد فلذات الأكباد وذلك لأنها تعلم أنهم انتقلوا إلى جوار الأحبة محمد وصحبه ( نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على خالقهم ) وكذلك أيضا الدكتور محمود الزهار الذي قدم ولديه خالد وحسام شهيدين دفاعا عن فلسطين وعن عقيدته الإسلامية الراسخة فلهم جميعا منا الدعاء بالرحمة والمغفرة .
* كاتب مصري.
* للتواصل مع الكاتب:
Mdaoud_88@hotmail.comهذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته
mdaoud- مشرف المنتدى الاسلامى
- عدد المساهمات : 4
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/08/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى